03 ديسمبر 2024 | 02 جمادى الثانية 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د. فرحان الشمري: إن تبادل المنشورات عبر مواقع التواصل سلاح ذو حدين

11 ديسمبر 2017

بفضل الثورة المعلوماتية الحديثة أصبح المرء اليوم يتلقى سيلاً غير منقطع من المعلومات والأخبار والمغريات عبر مختلف وسائل ومنصات التواصل، وكثرت النعم على الناس، وصارت التقنيات الحديثة تقرب البعيد، وتيسر الصعب، وتحقق ما كان في الماضي مستحيلا، غير أن ثمة معايير وضوابط قد وضعها العلماء للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بما يتوافق مع الشرع.

حول هذه الضوابط في استخدام مواقع التواصل بما يتوافق وعقيدة المسلم تحدث فضيلة الدكتور فرحان عبيد الشمري، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، مؤكدا أن تقنيات التواصل الحديثة هي في حقيقتها سلاح ذو حدين، إذ ينبغي على المسلم الحذر في التعامل مع التقنيات الحديثة التي جعلت العالم كله قرية واحدة، لأن تأثير مواقع التواصل على عقيدة المسلم إما أن يكون إيجابيا وإما أن يكون سلبيا، من هنا ينبغي على كل مسلم أن يبذل جهده في نشر الحق الذي يؤمن به، وفي نشر العقيدة التي يحملها، ونشر لا إله إلا الله، تلك الكلمة التي لا يعدلها قول أو عمل.

وعلى الرغم من تعدد مزايا وإيجابيات تقنيات التواصل، إلا أن كثيرا من الناس قد أساؤوا استغلالها، وتعاطوا مع جوانبها السلبية، وللأسف فإن الحرام فيها سهل المنال، فقط بمجرد متابعة رابط مشبوه، تنفتح أبواب المعاصي والشبهات، كذلك من الأمور الخطيرة متابعة أعداء الإسلام، وأهل البدع والضلال الذين يجري تلميعهم والدعاية لممارساتهم الضالة، وأفكارهم المنحرفة.

من أجل هذا ينبغي علينا أن نحذر الناس من مثل هذه الأخطار ومواطن الزلل، فالعاقل من لا يفسد على نفسه الحسنات، ولا يضيعها هباء بنشر مقاطع ومنشورات مجهولة وكاذبة تطعن في الدين وتلمذ في أهل العلم الثقات، نجد بعض الناس تأتيه المنشورات يأخذها نسخا ولصقا، وينشر في المجموعات، فلما تنبهه أن هذا كذب على الله وعلى رسوله، يقول "لا أدري، جاءتني من فلان"، لا يا أخي، هذا لا يعفيك من الذنب عند الله تعالى، النبي –صلى الله عليه وسلم- حذرنا من مثل هذه السلوكيات الخاطئة حين قال: (كَفَى بالْمَرْء كَذبا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِع) رواه مسلم وصححه الألباني.

إن اعتماد الإنسان على منصات التواصل كليا دون تحري الخبر الصادق من الخبر المكذوب لا يبرئ ساحته عند الله تبارك وتعالى.
يقول قائل أنا أريد الأجر ولا أستطيع تمييز المنشور الصادق من الباطل، لهذا نقول له افتح كتاب الله وانسخ آية وانشرها، افتح صحيح البخاري واختر حديثا صحيحا وانسخه وانشر، خذ فتاوى من هيئة كبار العلماء وشاركها في منشوراتك، خذ من كتب التفاسير المأمونة الجانب وتعلم وانسخ وانشر، افتح مواقع كبار العلماء، واقرا وتفقه وفقه عباد الله من مصادر موثوقة، كان الصحابة رضوان الله عليهم حين يسمعون الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرجعون إلى أهليهم يخبرونهم بما سمعوا، بمثل هذا تعلم الرجال وتفقهت النساء في زمن رسول الله.

من أجل هذا ينبغي أن يقتصر دور المسلم في مواقع التواصل على نشر الثابت والموثوق والمتفق عليه، لا أحد يريد من العامة إفتاء ولا استنباط أحكام، وإنما فقط الامتثال لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- (بَلِّغُوا عَنِّي ولو آية).
 

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت